
فوائد الشعير لا تقتصر على تحسين الهضم فقط، بل تشمل دعم صحة القلب والمناعة أيضًا.
في هذا المقال، ستتعرف على أبرز فوائد الشعير المدعومة علميًا، وكيفية إدراجه في نظامك الغذائي بطريقة آمنة تعزز من صحتك العامة.
محتويات المقالة
- فوائد الشعير لصحة الجهاز الهضمي
- فوائد الشعير لصحة القلب
- فوائد الشعير لصحة العظام
- فوائد اخرى محتملة من تناول الشعير
- القيمة الغذائية في الشعير
- وصفات صحية بأستخدام الشعير
- مخاطر تناول الشعير المحتملة
- أسئلة شائعة عن فوائد الشعير
فوائد الشعير لصحة الجهاز الهضمي
تعزيز الهضم
في البداية، يعد الشعير مصدرًا غنيًا بالألياف الغذائية التي تلعب دورًا أساسيًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي.
بفضل احتوائه على ألياف قابلة وغير قابلة للذوبان، فإنه يساهم في منع الإمساك وتعزيز انتظام حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى جهاز هضمي أكثر صحة وكفاءة.
تغذية البكتيريا النافعة ودعم الميكروبيوم
علاوة على ذلك، تعمل الألياف غير القابلة للذوبان الموجودة فيه على تغذية البكتيريا النافعة داخل الأمعاء.
وبالتالي، تساعد هذه البكتيريا في تحسين عملية الهضم، وتقوية المناعة المعوية، والحفاظ على توازن البيئة الداخلية في القولون.
كما أن وجود هذه البكتيريا المفيدة يسهم في إنتاج مركبات مفيدة تقلل من الالتهابات وتعزز من صحة الجهاز الهضمي بشكل عام.
تأثيرات مضادة للالتهاب ووقائية من أمراض الأمعاء
بالمقابل، لا يقتصر تأثيره على دعم الهضم فقط، بل يمتد ليشمل خصائص مضادة للالتهابات في الأمعاء.
على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الألياف القابلة للذوبان تستخدم من قِبل ميكروبات الأمعاء لإنتاج مركبات مضادة للالتهاب، والتي قد تقلل من خطر الإصابة بمرض القولون العصبي (IBS)، والتهاب الأمعاء (IBD)، والإسهال، وحتى سرطان القولون والمستقيم.
فوائد الشعير لصحة القلب

خفض الكوليسترول الضار
بلا شك، ارتفاع الكوليسترول في الدم يعد من أبرز عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. ولكن، الشعير يحتوي على ألياف غذائية قابلة للذوبان، وخاصة البيتا جلوكان (β-glucan)، والتي أظهرت الأبحاث فعاليتها في خفض الكوليسترول الضار (LDL).
على سبيل المثال، أشارت دراسة أجريت على حيوانات أن تناول 8 غرام من β-glucan الموجود في الشعير أو الشوفان أدى إلى تقليل الكوليسترول في الشريان الأورطي وزيادة الكوليسترول المُفرز في البراز. وبالتالي، فإنه يساعد في تقليل تراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية، مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين والنوبات القلبية.
تحسين ضغط الدم وتقليل مخاطر السكتة الدماغية
بسبب أنه يحتوي على البوتاسيوم، وهو معدن يلعب دورًا مهمًا في تنظيم ضغط الدم من خلال استرخاء الأوعية الدموية.
كما أن الألياف القابلة للذوبان الموجودة فيه تساهم في طرد الكوليسترول الزائد من الجسم قبل دخوله إلى مجرى الدم، مما يؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
وعلى هذا النحو، يمكن اعتبار الشعير خيارًا طبيعيًا وفعّالًا لدعم صحة القلب والأوعية الدموية.
دعم تكوين خلايا الدم وتعزيز الأكسجة
بسبب أنه غني بحمض الفوليك والحديد، وهما عنصران أساسيان في تكوين خلايا الدم الحمراء ونقل الأكسجين في الجسم.
علاوة على ذلك، تشير بعض الأبحاث إلى أن النظام الغذائي الغني بالفولات وفيتامين B-6، قد يساعد في تقليل مستويات الهوموسيستين، وهو مركب يرتبط بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
بناءً على ذلك، فإن تناولك للشعير بانتظام يمكن له أن يعزز من تدفق الأكسجين في الدم ويحافظ على أداء القلب بشكل سليم
فوائد الشعير لصحة العظام
تقوية العظام وتعزيز بنيتها
يحتوي الشعير على معادن مهمة مثل الكالسيوم، الفوسفور، المغنيسيوم، النحاس، والزنك، وجميعها تلعب دورًا أساسيًا في تحسين بنية العظام وزيادة قوتها.
بفضل هذه التركيبة الغنية، يمكن له أن يساهم في الحفاظ على هيكل عظمي قوي مع التقدم في العمر.
الكالسيوم: حجر الأساس للعظام
بلا شك، يعد الكالسيوم المكون الرئيسي للعظام. والشعير مصدر طبيعي له، مما يساعد في الوقاية من هشاشة العظام وتقليل فرص الإصابة بالكسور.
كما أن الكالسيوم الموجود فيه يمكن أن يساهم في تقوية الأسنان والحفاظ على صحتها، خاصة عند دمجه مع الفوسفور.
الزنك والنحاس: تمعدن سليم ودعم للأنسجة
علاوة على ذلك، يلعب الزنك دورًا مهمًا في عملية تمعدن العظام وتطورها بشكل طبيعي.
بينما يدعم النحاس تكوين الكولاجين، وهو عنصر أساسي في تركيب العظام والغضاريف.
وبالتالي، فإن وجود هذه المعادن فيه يساهم في تقوية العظام من الداخل ودعم مرونتها.
فوائد اخرى محتملة من تناول الشعير
إزالة السموم من الجسم
في البداية، يتميز الشعير باحتوائه على مركبات مثل البيتا جلوكان والأرابينوكسيلان، والتي تساهم في تنظيف الجسم من السموم.
على سبيل المثال، ترتبط هذه المركبات بالسموم الفطرية مثل الأوكراتوكسين A وتمنع امتصاصها في الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى تقليل خطر تلف الكبد والإصابة بالسرطان.
علاوة على ذلك، فإنه يحتوي على حمض الفيتيك، الذي قد يمنع امتصاص المعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق، وبالتالي يوفر حماية إضافية ضد الملوثات الضارة.
تنظيم سكر الدم
وذلك بفضل أنه يحتوي على نسبة عالية من الألياف وخاصة البيتا جلوكان، والتي تُبطئ عملية الهضم وامتصاص الكربوهيدرات.
ونتيجة لذلك، قد يساعد تناولك للشعير في منع ارتفاع سكر الدم المفاجئ، ما يجعله خيارًا غذائيًا مناسبًا لمرضى السكري أو من يسعون للوقاية منه ولكن تحت استشارة الطبيب المختص.
خصائص مضادة للسرطان
على النقيض من بعض الأطعمة المصنعة، يتمتع الشعير بخصائص طبيعية مقاومة للسرطان.
كما أن الكلوروفيل الموجود فيه يتفاعل مع المواد المسرطنة ويقلل من تأثيرها بشكل مرتبط بالجرعة.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب مضادات الأكسدة مثل السيلينيوم دورًا مهمًا في منع تلف الخلايا الناتج عن الجذور الحرة، وهو أحد الأسباب المؤدية لتكوّن الأورام.
القيمة الغذائية في الشعير
بشكل عام، يعد الشعير من الحبوب الغنية بالعناصر الغذائية، ويُستخدم غالبًا كمصدر أساسي للكربوهيدرات. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يحتوي أيضًا على كميات ملحوظة من البروتين، الألياف، والمعادن مقارنةً بالحبوب المكررة الأخرى.
فيما يلي القيم الغذائية لكل كوب واحد من الشعير اللؤلؤي المطبوخ:
- السعرات الحرارية: 193 سعرة حرارية
- الكربوهيدرات: 44 غرام
- الدهون: 0.7 غرام
- الصوديوم: 5 ملليغرام
- الألياف: 6 غرام (تمثل 21% من الاحتياج اليومي)
- البروتين: 3.5 غرام
- السيلينيوم: 13.5 ميكروغرام (25% من الاحتياج اليومي)
- النياسين (فيتامين B3): 3.2 ملليغرام (20% من الاحتياج اليومي)
- الزنك: 1.3 ملليغرام (12%)
- الثيامين (فيتامين B1): 0.13 ملليغرام (11% من الاحتياج اليومي)
- الحديد: 2 ملليغرام (11% من الاحتياج اليومي)
علاوة على ذلك، فإن الشعير يعد مصدرًا جيدًا للفوسفور، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والمغنيسيوم، مما يجعله خيارًا مغذيًا ضمن النظام الغذائي اليومي.
وصفات صحية بأستخدام الشعير
شاي الشعير
في البداية، يمكن تحضير شاي الشعير باستخدام نوعين من المكونات:
إما حبوب الشعير المحمصة يدويًا في المنزل، أو أكياس شاي جاهزة تحتوي على شعير محمص ومطحون
خطوات تحميص الشعير في المنزل
- ضع حبوب الشعير النيئة في مقلاة جافة وساخنة على نار متوسطة.
- حرّك الحبوب باستمرار لمدة 10 دقائق تقريبًا، حتى يتحول لونها إلى البني الداكن.
- من المهم تركه حتى يصل إلى درجة تحميص عميقة لتقليل محتوى مادة الأكريلاميد، وهي مركب غير مرغوب فيه يتكوّن أثناء التحميص.
طريقة التحضير
بعد ذلك، يمكنك استخدام أحد الخيارين التاليين لكل 8 أكواب من الماء.:
- 3 إلى 5 ملاعق كبيرة (30–50 جرامًا) من الشعير المحمص المجفف
- أو 1 إلى 2 كيس شاي شعير جاهز
لتحضير الشاي
- قم بنقع أكياس الشاي أو الشعير المحمص في الماء الساخن لمدة 5 إلى 10 دقائق.
- يمكن تصفية حبوب الشعير بعد النقع حسب الرغبة.
بشكل عام، يعد شاي الشعير خيارًا صحيًا ودافئًا يمكنك تحضيره بسهولة في المنزل دون الحاجة لمكونات معقد
ماء الشعير مع الليمون
مشروب ماء الشعير أو شاي الشعير هما من المشروبات التي يعتقد بعض الناس أنهما اسمين لنفس المشروب ولكن الحقيقة هي أن ماء الشعير هو مشروب مصنوع من حبوب الشعير الخام (غير المحمصة) على عكس شاي الشعير المصنوع من الحبوب المحمصة
لتحضير 6 أكواب من ماء الشعير بالليمون، ستحتاج إلى المكونات التالية:
- ¾ كوب من شعير البيرل (Pearl Barley)
- 2 ليمونة (العصير والقشر)
- ½ كوب من العسل
- 6 أكواب من الماء
خطوات التحضير
- اشطف الشعير جيدًا تحت الماء البارد حتى يصبح الماء صافياً.
- ضع الشعير في قدر مع قشور الليمون و6 أكواب من الماء.
- ارفع الخليط على نار متوسطة حتى يغلي.
- بعد ذلك، خفف الحرارة واتركه يغلي على نار هادئة لمدة تتراوح بين 15 إلى 30 دقيقة.
- صفِّ المزيج في وعاء مقاوم للحرارة ثم ضع الشعير جانبًا.
- أضف العسل إلى السائل وقلّب حتى يذوب تمامًا.
- اسكب ماء الشعير في زجاجات، ثم ضعها في الثلاجة حتى تبرد تمامًا.
مخاطر تناول الشعير المحتملة
على الرغم من فوائد الشعير إلا أن هناك بعض المحاذير الصحية التي يجب الانتباه لها قبل تناوله.
أولًا، يحتوي الشعير على الغلوتين، مما يجعله غير مناسب للأشخاص الذين يعانون من حساسية القمح أو عدم تحمل الغلوتين. وتشمل الأعراض المحتملة للحساسية:
- الطفح الجلدي
- الغثيان وتقلصات المعدة
- عسر الهضم والتقيؤ
- الإسهال
- الصداع
بالإضافة إلى ذلك،فإنه يعد مصدرًا للفـركتانز، وهي نوع من الكربوهيدرات التي قد تسبب مشكلات هضمية لدى بعض الأفراد، مثل:
- الغازات
- آلام البطن
- الانتفاخ
- الإسهال
بسبب ذلك، لا يعتبر الشعير من الأطعمة منخفضة الفودماب (Low-FODMAP)، وهي أطعمة يُنصح بها للأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي (IBS). وبالتالي، فإن من يتبع نظامًا غذائيًا منخفض الفودماب أو يعان من اضطرابات هضمية يجب أن يتجنب تناول الشعير أو يستشير أخصائي تغذية قبل إدخاله في نظامه الغذائي.
الخاتمة
في الختام يتضح أن الشعير ليس مجرد حبة تقليدية، بل غذاء متكامل يدعم صحة الجهاز الهضمي، القلب، والعظام، بل وحتى المناعة. وذلك بسبب محتواه الغني بالألياف والمعادن والمركبات النباتية.
يمكن أن يكون الشعير خيارًا ذكيًا لمن يسعى لتحسين نمط حياته الغذائي بطريقة طبيعية وآمنة. ومع ذلك، يُنصح دائمًا باستشارة طبيب مختص، خاصة لمرضى القولون أو من يعانون من حساسية الغلوتين، لضمان الاستفادة القصوى دون التعرض لأي مضاعفات. تذكّر أن التوازن والاعتدال هما مفتاح الصحة.
أسئلة شائعة عن فوائد الشعير
قد يؤثر ماء الشعير أو شاي الشعير على مستويات الكوليسترول حيث يساهمان في خفض مستوى الكوليسترول الضار (LDL)، مما يعزز صحة القلب. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم في الشعور بالشبع لفترة أطول، ما يساعد في تنظيم الشهية وتعزيز عملية التمثيل الغذائي، وبالتالي دعم خسارة الوزن بشكل صحي وطبيعي.
خبز الشعير يُعد خيارًا غذائيًا مفيدًا بفضل محتواه الغني بمضادات الأكسدة. فقد أظهرت الأبحاث أن استهلاك الخبز المصنوع من 40% من دقيق الشعير والسورغم يؤدي إلى ارتفاع مستويات مضادات الأكسدة في البلازما مقارنةً بالخبز المصنوع من دقيق القمح فقط.
وبالتالي، فإن تناول خبز الشعير قد يساهم في تقليل الالتهابات في الجسم
تشير بعض الدراسات إلى أن القيمة الغذائية العالية لماء الشعير قد تساهم في تحسين صحة الكلى والكبد.
علاوة على ذلك، يعتقد أن شرب ماء الشعير بانتظام قد يساعد في الوقاية من تكون حصى الكلى والعدوى المتكررة في المسالك البولية، وذلك بفضل خصائصه الطبيعية التي قد تدعم وظائف الكلى وتُحسّن من عملية التخلص من السموم.
ومع ذلك، لا تزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث العلمية لتأكيد هذه الفوائد بشكل قاطع، وخاصة فيما يتعلق بالأثر المباشر على صحة الكلى لدى الإنسان.
إخلاء مسئولية
جميع المعلومات الواردة في هذا المقال حول فوائد الشعير هي معلومات عامة تم جمعها من مصادر موثوقة ولكنها لا تغنيك عن استشارة الطبيب المختص ولا تعتبر بمثابة استشارة طبية.
المصادر
(1) science direct : Phytochemicals in barley and their health benefits
(2) WebMD : Barley Reviewed by Jabeen Begum
(3) medical news today : What health advantages does barley offer reviewed by Jillian Kubala
(4) WebMD : Advantages of Barley Grass for HealthReviewed by Kathleen M. Zelman
(5) health : Advantages of Barley for Health reviewed by Elizabeth Barnes
(6) medical news today : What advantages does barley water offer reviewed by Debra Rose Wilson
(7) healthline : Barley Tea: Nutritional Value, Advantages, and Potential Side Effects reviewed by Natalie Butler