فوائد التمر

حبات من التمر

فوائد التمر لا تقتصر على كونه مصدرًا للطاقة فقط، بل تمتد لتشمل جوانب متعددة من الصحة الجسدية والعقلية.
في هذه المقالة، نستعرض أبرز فوائد التمر المدعومة بالعلم، من تحسين صحة الدماغ والقلب، إلى دعم الهضم والبشرة، بالإضافة إلى قيمته الغذائية ونصائح لتناوله بشكل آمن ومفيد.

محتويات المقالة

فوائد التمر لوظائف الدماغ والذاكرة

يعتقد أن التمر قد يساهم في دعم صحة الدماغ وتحسن وظائف المخ وذلك بسبب تركيبته الغنية بمركبات نباتية مفيدة ومضادات الأكسدة.
وفقًا لدراسات مخبرية، فإن تناول التمر قد يساعد في تقليل مستويات بعض المؤشرات الالتهابية في الدماغ، على سبيل المثال “تقليل مستويات إنترلوكين 6 (IL-6)”، والتي يرتبط ارتفاعها بزيادة خطر الإصابة بأمراض عصبية مثل الزهايمر.

كما أظهرت أبحاث أجريت على الحيوانات أنه قد يكون له دور في تقليل نشاط بروتينات “أميلويد بيتا”، وهي بروتينات يمكن أن تتراكم في الدماغ وتشكل لويحات تؤثر سلبًا على التواصل بين خلايا الدماغ، مما قد يؤدي إلى ضعف في العديد من الوظائف الإدراكية وموت الخلايا العصبية بمرور الوقت.

في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، تبين أن الحيوانات التي تناولت طعامًا يحتوي على التمر أظهرت تحسنًا ملحوظًا في الذاكرة والقدرة على التعلم، بالإضافة إلى انخفاض في السلوكيات المرتبطة بالقلق، مقارنةً بتلك التي لم تتناوله.

ويعزى هذا التأثير المحتمل للتمر إلى احتوائه على مضادات أكسدة تساهم في تقليل الالتهابات، خاصة مركبات الفلافونويد، إلى جانب مركبات نباتية أخرى مثل الأنثوسيانين، وحمض الفيروليك، وحمض الكافيك، وحمض البروتوكاتشيك.

ورغم هذه النتائج المشجعة، إلا أن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات البشرية لتأكيد العلاقة بين تناول التمر وصحة الدماغ بشكل مباشر

فوائد التمر للقلب

يحتوي التمر على مركبات نباتية نشطة تعرف باسم البوليفينولات (Polyphenols)، والتي تشير بعض الأدلة إلى أنها قد تلعب دورًا مهمًا في دعم صحة القلب. وذلك بسبب أنها تعد من المركبات النشطة حيويًا التي تتواجد بشكل طبيعي في النباتات، وتظهر خصائص مفيدة لصحة القلب والأوعية الدموية.

تشير الأبحاث إلى أن البوليفينولات الموجودة في التمر قد تساعد في زيادة مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) وتقليل إجمالي الكوليسترول في الجسم، وهما عاملان مؤثران بشكل مباشر في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

إضافةً إلى ذلك، يتميز التمر بكونه غنيًا بالبوتاسيوم ومنخفضًا في محتواه من الصوديوم، مما يجعله خيارًا غذائيًا مناسبًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو أحد العوامل المرتبطة بمشاكل القلب.

بفضل جميع هذه العناصر الغذائية والمركبات النباتية، قد يكون للتمر تأثير إيجابي محتمل في دعم صحة القلب. ومع ذلك، يفضل دائمًا اعتماد نظام غذائي متوازن واستشارة مختصين عند الحاجة

فوائد التمر لصحة الهضم

قد يساهم التمر في دعم صحة جهاز الهضم وذلك بسبب محتواه الجيد من الألياف الغذائية، والتي تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم حركة الأمعاء وتعزيز الهضم بشكل طبيعي.

توصي الجهات الصحية بأن تستهلك النساء حوالي 25 جرامًا من الألياف يوميًا، بينما ينصح الرجال بتناول نحو 38 جرامًا. وتعد ثلاث تمرات من تمر “المجدول” مصدرًا جيدًا، حيث توفر ما يقارب 4.8 جرام من الألياف، أي ما يعادل 13% إلى 19% من الاحتياج اليومي تقريبًا، بحسب الجنس.

يساعد تناولك للألياف بانتظام في

  • تنظيم حركة الأمعاء
  • الوقاية من بعض الاضطرابات المعوية مثل الإمساك
  • تعزيز الشعور بالشبع، مما قد يساعد بدوره في الحد من زيادة الوزن، وهو عامل مهم لصحة الجهاز الهضمي والجسم بشكل عام.

تنبية مهم : بسبب أن ثمرة التمر تعد من الثمار التي تحتوي على كمية كبيرة من الألياف وبالتالي يفضل استشارة الطبيب المختص قبل إضافته الى نظامك الغذائي وخاصة لمن يعانون مشاكل صحية في القولون والجهاز الهضمي

فوائد التمر على سكر الدم

قياس مستوى السكر في الدم

رغم أن التمر يحتوي على نسب عالية من السكريات الطبيعية، إلا أنه يعتبر من الأطعمة منخفضة المؤشر الجلايسيمي (Low Glycemic Index)، مما يدل على أنه يؤثر بشكل معتدل على مستويات السكر في الدم عند استهلاكه.

المؤشر الجلايسيمي هو نظام تصنيف للأطعمة يعتمد على مدى تأثير الكربوهيدرات الموجودة فيها على ارتفاع سكر الدم. ويعد هذا المؤشر أداة مهمة خاصة للأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني الذين يسعون إلى تنظيم مستويات السكر بشكل صحي.

اختيار أطعمة منخفضة في المؤشر الجلايسيمي، مثل التمر، يمكن له أن يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر، وفي الوقت نفسه توفير عناصر غذائية مفيدة تدعم الصحة العامة دون التسبب في ارتفاعات حادة في نسبة الجلوكوز.

بناءً على ذلك، يمكن أن يكون التمر جزءًا من نظام غذائي صحي حتى للأشخاص المصابين بالسكري، ولكن بشرط تناوله باعتدال وضمن خطة غذائية متوازنة مع استشارة الطبيب المختص.

فوائد التمر للبشرة

يعتقد أن التمر قد يساهم في دعم صحة البشرة ومظهرها الشاب بفضل محتواه الغني بمركبات نباتية تعرف بأسم الفيتوهورمونات (الهرمونات النباتية)، والتي تعمل بطريقة مشابهة لهرمونات الجسم الطبيعية.
يعتقد أيضًا أنها تقدم فوائد مضادة لعلامات التقدم في العمر.

في دراسة صغيرة أجريت على مجموعة من النساء تتراوح أعمارهن بين 46 و58 عامًا، تم استخدام كريم يحتوي على 5% من مستخلص نواة تمر النخيل حول منطقة العين مرتين يوميًا لمدة 5 أسابيع. وأظهرت النتائج:

  • انخفاض بنسبة 27.6% في إجمالي مساحة التجاعيد
  • انخفاض بنسبة 3.52% في عمق التجاعيد
  • لوحظ تحسن بصري في مظهر البشرة لدى 60% من المشاركات.

وقد تم تقييم هذه النتائج سريريًا باستخدام تحليل نسخ السيليكون، مما يعزز من مصداقية التأثير الموضعي للتمر على تقليل علامات التقدم في السن على الجلد، خاصة في منطقة العين.

وبفضل هذه النتائج، قد يعتبر مستخلص نواة التمر مكونًا واعدًا في منتجات العناية بالبشرة المضادة للشيخوخة، وقد يكون للتمر دور مفيد في دعم شباب البشرة وتقليل التجاعيد عند استخدامه ضمن منتجات موضعية متخصصة تحت الإشراف الطبي.

فوائد أخرى محتملة من تناول التمور

يعد التمر من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية والمركبات النباتية المفيدة، مما يجعله خيارًا غذائيًا يدعم الصحة العامة ويساهم في الوقاية من بعض الأمراض. فيما يلي أبرز الفوائد المحتملة للتمر:

دعم صحة العظام

بسبب أنه يحتوي على مجموعة من المعادن المهمة مثل الفوسفور، الكالسيوم، والمغنيسيوم، والتي تم دراستها لارتباطها بدعم صحة العظام والمساهمة في الوقاية من هشاشة العظام، وهي حالة تؤدي إلى ضعف العظام وزيادة خطر الكسور.

تقوية الجهاز المناعي

يتميز التمر بمحتواه العالي من الفيتامينات ومضادات الأكسدة مثل فيتامين A، والفلافونويدات، والتانينات، وهي مركبات تساهم في تعزيز مناعة الجسم وتقليل احتمالية الإصابة بأمراض شائعة مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.

مكافحة الجذور الحرة

بسبب أنه غني بالمركبات النباتية التي تعمل كمضادات أكسدة قوية، على سبيل المثال

  • الكاروتينات
  • الفلافونويدات
  • الليغنان
  • الأحماض الفينولية
  • البوليفينولات

تلعب هذه المركبات دورًا في مكافحة الجذور الحرة التي تتلف خلايا الجسم، وبالتالي قد يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة على سبيل المثال

  • أمراض القلب
  • السرطان
  • أمراض المناعة الذاتية
  • المياه البيضاء (الكتاراكت)

دعم نمو الكتلة العضلية

بسبب كونه مصدرًا غنيًا بـالكربوهيدرات، مما يعزز مستويات الطاقة ويساعد في تحسين الأداء خلال التمارين الرياضية. كما أنه يحتوي على البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما معدنان أساسيان في انقباض العضلات، وقد يساهمان في دعم نمو الكتلة العضلية بشكل طبيعي.

العناصر الغذائية في التمر

يعد التمر من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية والمفيدة للصحة، ويتميّز باحتوائه على سعرات حرارية مرتفعة نسبيًا، ما يجعله مصدرًا ممتازًا للطاقة. إليك تفاصيل القيمة الغذائية في 100 غرام من تمر المجدول:

  • السعرات الحرارية: 277 سعرة حرارية
  • الكربوهيدرات: 75 غرام
  • الألياف: 7 غرامات
  • البروتين: 2 غرام
  • البوتاسيوم: 15% من الاحتياج اليومي له
  • المغنيسيوم: 13% من الاحتياج اليومي
  • النحاس: 40% من الاحتياج اليومي
  • المنغنيز : 13% من الاحتياج اليومي له
  • الحديد: 5% من الاحتياج اليومي
  • فيتامين ب 6: 15% من الاحتياج اليومي

نصائح حول كيفية استهلاك التمر

تمر مع الجوز

إليك طرق متنوعة وصحية لاستهلاك التمر مع الطعام:

  • تناوله كما هو كوجبة خفيفة طبيعية.
  • أضفه إلى الخضروات المطهية مثل الكرنب أو القرنبيط المشوي.
  • امزجه في السلطات
  • احشِ التمر بزبدة المكسرات، أو مع الجبن النباتي، أو الزيتون المهروس.
  • استخدمه لتحلية المخبوزات، أو بودينغ بذور الشيا أو الأفوكادو، أو في صنع كرات الطاقة مع السمسم أو الشوفان.
  • حضّر سموذي مغذٍ باستخدامك للتمر كمحلي طبيعي.
  • اصنع “آيس كريم” بواسطة التمر العجيبة مع شوكولاتة داكنة، كرز، قرفة، وحليب الماعز أو حليب نباتي

ملحوظة مهمة : لتجنب الأضرار المحتملة وللحصول على فوائد فوائد التمر العجيبة وخاصتآ اذا مسوين رجيم يفضل صنعها في المنزل وتجنب الأنواع التجارية التي تتضمن سكريات مضافة.

مخاطر تناول التمر المحتملة

على الرغم من أن التمر يعتبر من الفواكه الصحية والمليئة بالألياف والعناصر الغذائية. إلا أن استهلاكه بكميات كبيرة قد يسبب آثارًا جانبية غير مرغوبة ، خصوصًا على الجهاز الهضمي، والتي تشمل

الانتفاخ والغازات

بسبب أنه غني بالألياف، وتناول كمية زائدة منها قد يؤدي إلى تراكم الغازات والشعور بالانتفاخ.

الشعور بالامتلاء المفرط

قد يشعر بعض الأشخاص بالشبع الزائد أو الامتلاء غير المريح بعد تناول كميات كبيرة من التمر دفعة واحدة.

الإمساك أو الإسهال

زيادة الألياف بشكل مفاجئ أو مفرط في النظام الغذائي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات هضمية مثل الإمساك أو الإسهال.

آلام في المعدة وتقلصات

قد تظهر أعراض مثل اضطراب المعدة أو تقلصات بسبب صعوبة هضم الكمية الكبيرة من الألياف.

فقدان الشهية

كثرة تناول التمر قد تسبب الشعور بالشبع لفترات طويلة نتيجة لذلك قد يؤدي إلى ضعف الشهية تجاه وجبات غذائية أخرى.

تغيرات في الوزن

على المدى الطويل، يمكن أن يؤدي الإفراط في تناول التمر إلى زيادة أو نقصان في الوزن، اعتمادًا على النظام الغذائي العام والنشاط البدني.

الخاتمة

يعتبر التمر من الفواكه الطبيعية التي تمنح الجسم طاقة سريعة وتحتوي على العديد من المواد الغذائية والمعادن مثل البوتاسيوم والفيتامينات الضرورية.
فوائد التمر لا تقتصر فقط على الطعم اللذيذ. بل تشمل أيضًا دعم التغذية اليومية، والمساهمة في تحسين عملية الهضم، وتقوية الجسم بشكل عام.
قد يساعد التمر في بناء نمط حياة صحي بسبب أنه يمد الإنسان بالطاقة. وقد يساعد في خفض التعب وتعزيز حركات الأمعاء المنتظمة.

مع ذلك، ينصح بعدم الإفراط في تناوله، خصوصًا في الحالات الصحية الخاصة. لذلك، إذا كنت تعاني من حالة طبية أو تتبع نظامًا علاجيًا، من الأفضل استشارة الطبيب المختص أولًا للحفاظ على صحتك بأمان ووعي.

أسئلة شائعة عن فوائد تناول التمر

ما أهم فوائد التمر مع الجوز ؟

التمر والجوز غنيان بالعناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم.
قد يساعد التمر في تنظيم سكر الدم، تحسين الهضم، دعم القلب والدماغ، وتخفيف الالتهابات بفضل مضادات الأكسدة.
أما الجوز، فإنه قد يحسن صحة الأمعاء والقلب، يقلل ضغط الدم، يدعم الذاكرة، وقد يحمي من بعض أنواع السرطان. كما يساعدان في تنظيم الوزن وتحسين الخصوبة.
تناولهما بانتظام ضمن نظام أكل صحي متوازن يعزز الصحة العامة ويقلل من مخاطر الأمراض المزمنة ويضيف قيمة غذائية جيدة

ما هي فوائد التمر على الحمل ؟

قد يساهم تناول التمر خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل في تحفيز الطلق الطبيعي وتوسيع عنق الرحم. نتيجة لذلك قد يقلل الحاجة إلى التحفيز الصناعي ويسهم في تقليل مدة المخاض.
ويعتقد أن هذه الفوائد ناتجة عن مركبات في التمر تشبه عمل هرمون الأوكسيتوسين.
تنبية مهم : ينصح باستشارة الطبيب قبل تناول التمر بكميات منتظمة أثناء الحمل لضمان سلامتك وسلامة الجنين

ما هو عدد حبات التمر المسموح بها يومياً ؟

يُعد التمر من الفواكه الغنية بالسعرات الحرارية، والألياف، والسكريات الطبيعية، لذلك يجب تناوله باعتدال وفقًا لاحتياجات كل شخص.
لا توجد كمية محددة رسميًا لتناول التمر يوميًا. إذ تختلف الكمية المناسبة بحسب العمر، الجنس، الوزن، الطول، ومستوى النشاط البدني لكل فرد.
بحسب وزارة الزراعة الأمريكية (MyPlate)، تعتبر نصف كوب من الفاكهة المجففة مثل التمر وجبة معتدلة.
ومع ذلك، قد لا يتناسب تناول كميات كبيرة من التمر مع جميع الأنظمة الغذائية، خاصة لمن يحتاجون إلى تقليل السكريات أو السعرات.
لذلك، من الأفضل أن يتم إدخال التمر ضمن نظامك الغذائي بشكل متوازن، ومراعاة أي تأثيرات جانبية قد تظهر من الإفراط في تناوله. وإذا كنت تتبع نظامًا غذائيًا خاصًا أو تعاني من حالة صحية، يُفضل استشارة الطبيب المختص أولًا.

إخلاء مسئولية

جميع المعلومات الواردة في هذه المقالة هي معلومات طبية عامة حول فوائد التمر تم جمعها من مصادر طبية موثوقة ولكنها لا تغمي ابداً عن استشارة الطبيب المختص

المصادر

(1) healthline : 8 Well-Established Health Advantages of Dates reviewed by Amy Richter

(2) pmc : Advantages of date palm fruits for neurodegenerative disorders

(3) very well health : 10 Advantages of Consuming Dates for Health reviewed by Elizabeth Barnes

(4) health : 8 Advantages of Eating Dates for Your Health reviewed by Aviv Joshua

(5) cleveland clinic : The Pleasurable Health Advantages of Dates

(6) NIH : Date palm kernel extract shows anti-aging effects and greatly minimizes skin wrinkles

(7) tua saude : 10 Advantages of Dates, Nutritional Information & Healthy Recipes review by Tatiana Zanin

(8) health : 8 Advantages of Consuming Walnuts reviewed by Jamie Johnson